صُرفت عليه الميزانية الأغلى في تاريخ الملاعب.."دونور" أضحى ملعبا آيلا للسقوط وناديا "الرجاء"و"الوداد" عرضة للتشرد
عادت شركة التنمية المحلية للتنشيط والتظاهرات "كازا إيفنت"، إلى واجهة الحدث، بعد أن أضحت مدرجات مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء في نفس وضع آلاف المنازل الآيلة للسقوط في العاصمة الاقتصادية، تحتاج لخبرة تقنية للتأكد من سلامة الوضع الأمني لمرتادي المرفق الرياضي العمومي.
لجنة تقنية أخرى، من المنتظر أن تزور الملعب، لإعداد تقرير حول الوضع الأمني لجزء مهم من مدرجات الملعب، تحديدا المنطقة 6 بالجهة الجنوبية، والتي يعرف بنيانها بعض الشقوق والمخاوف من اهتزازات غير طبيعية داخل المدرج، قد يتسبب في خطر كبير على المناصرين الذين يحجون بالآلاف، كل نهاية أسبوع.
وبالرغم من الميزانية الضخمة التي صرفت على المركب، لكي يساير التطور الذي تشهده البنية التحتية الرياضية في المغرب، إلا أن "دونور" مازال يحتفظ بعيوبه العدة، حتى أضحى اليوم يهدد سلامة جماهير الدار البيضاء، أكبر قاعدة مناصرين في المغرب وإفريقيا.
22 مليار سنتيم، هكذا كانت تكلفة الغلاف الإجمالي لإصلاح وتأهيل مركب محمد الخامس، عبر شطرين؛ أول كلف 10 ملايير سنتيم وثاني بغلاف 12 مليار، هم مستودعات الملابس، تثبيت الكراسي الجديدة، تهيئة المدرجات، شاشتان عملاقتان، نظام ولوج الملعب، مكان اقتناء التذاكر وكاميرات المراقبة، بالإضافة إلى المرافق الصحية، كما تم تخصيص ما تبقى من الميزانية المرصودة للمرحلة الثانية من الإصلاح، أي المحيط بأكمله.
أرقام صارخة رصدتها السلطات المحلية لمدينة الدار البيضاء، من جيوب دافعي الضرائب، خلقت جدلا واسعا منذ سنوات، كما طرحت عدة علامات الاستفهام حول إن كان من الأجدر التفكير في بناء ملعب آخر بمواصفات حديثة، أو تخصيص دعم لناديي الوداد والرجاء الرياضي البيضاويين من أجل تشييد صرح رياضي خاص بهما، عوض الغوص في نفس المشاكل مع كل موسم رياضي والعيش تحت "رحمة" مجالس التدبير المحلية.
هذا في الوقت الذي يسير فيه المغرب نحو استضافة تظاهرات كروية كبرى، على غرار نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، فإن ملعب البيضاء يظل "خارج السرب"، في سياق الدينامية التي تشهدها المنشآت الرياضية بمختلف مناطق المملكة.
جدير بالذكر أن ملعب محمد الخامس، على غرار المنشآت الأخرى بالعاصمة الاقتصادية، يخضع لوصاية السلطات المحلية المنتخبة، ممثلة في مجلس مدينة الدار البيضاء، الأخير الذي يشهز صراعات "سياسوية" متواصلة، حتى أن البعض يعتبر المرفق الرياضي نقطة تجاذب سياسي موسمي.
في انتظار الكشف عن نتائج التحقيق وربط المسؤوليات بالمحاسبة، يبقى مصير ناديي الرجاء والوداد مهددا بـ"التشريد"، مجددا خارج الدار البيضاء، كما كان الشأن طيلة السنوات الماضية، حين قررت "كازا إيفنت" إغلاق المركب في فترات متفرقة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :